الجمعة، 21 سبتمبر 2012

((هكذا تكلمت زرادشتة))
لما بلغت زرادشته هم من العمر، انتبذت فوق الرؤوس مكاناً قائلة:

من اي مرعى ترعون، منه تأكل الغربان منكم، ترقبون ان كان سيظهر في حرثكم جذور جسد بالي، قابل للنهم. عجزتُ في سري ان استبقي على بقائي القادم، فما قيل في انوثتي أكتفاء.
فصاحت ابواق المتأقردين في حيز مؤلم الظهر يكاد ضجيج اعينهم يخترق الملابس: 
نحن هنا

نعم ، قالت زرادشته ، انتم هنا لكن الم تعلموا ان الرجل قد مات.
فرد بوقاً بصوته: لكن الذكورة حية ترزق....
نحن هنا
نعم قالت زرادشته انتم هنا لكن الم تعلموا ان الرجل قد مات.
فرد بوقاً بصوته: لكن الذكورة حية ترزق.

تأخذ الحياة طابع ثقيل محمل بالمتاعب التي لا يمكن ان نعيش دونها، فنتحملها ونحملها، وهنا تختلف رؤيتنا لفهمها، فمنا من يشقى بها ومنا من يسعد...

الاثنين، 6 أغسطس 2012

ترتفع الأنسانية الى اقصاها، وتأخذ الافعال البشرية بالتحول من الانانية الى المنفعة العامة، ويمكن ان نشاهد تآخي مجتمعي يحرك الركود الفردي الذي عصف مجتمعات اصابها السلم لفترة طويلة.....حينما يكون للحرب جمالياتها ...التي تكمن في احد وجوهها....

خارج اطار مشروع السلام الدائم

البيئة السياسية العالمية اليوم تكشف أن العالم يقع خارج إطار أي مشروع  سلام دائم، واحتمالية الحروب هي الواقعة دائما تحت قلق مستمر من القوى  العظمى وسياستها المتبعة في جرف الدول المأكولة إلى ضفة الحرب، فيغدو سؤال  لماذا لا نريد السلام؟؟ سؤال طبيعي كرد فعل على الواقع السياسي، ولماذا لا  يتم التوقيع على معاهدة عالمية للسلام تقي هذا الكون من صرعات متخمة  بصيرورتها؟

يموت سؤال بإجابته، لكن يولد ألف سؤال معه، بين الكيف و متى ولماذا وماذا سيحدث، تطرق أبواب أذهاننا يومياً مئات الرغبات ومئات الأحلام والمساعي لهكذا حلم نرى في تحقيقه إشباعاً وارتواء في الصومال وناطحات سحاب وشوارع معبدة في العراق ووطناً عربياً واحداً في فلسطين ورؤساء وحكاماً عادلين، نرى انعكاسات حلم طغى عليه السلم والحب والرأفة، وضحكات طفولة ترسم بظلالها الحيطان.
   ذلك الحلم الذي قدم لنا الفيلسوف كانط مقدمته ليصبح حقيقة، لم يكن مشروع كانط سياسيا فحسب بل هو مشروع أخلاقي إنساني تأخذ فيه الأخلاق النصيب الأكبر حينما يردد أن السياسة تقول كونوا حكماء كالحيّات   ، وودعاء كالحمائم.. لا سلام أبديّ دون سلام ذاتي نفسي، لا سلام دون وداعة الحمام، على الرغم مما قدمه كانط لنا من مشروع الحكومة الجمهورية التي يتميز دستورها بقدرته على تأطير البشرية بالقانون فلا يعد الخُلق السيئ في هذه الحالة مشكلة، وإن كان الإنسان شيطانا بذاته فللقانون القدرة على أن يحكمه ويحفظ حياته وممتلكاته. لكن يبقى الأمن الداخلي النفسي هو اللبنة الأولى لبناء سلام حقيقي، سلام بقلب طاهر وروح سمحة تغلفها الإنسانية، وفضيلة تُتخذ كتطبيق أخلاقي لنا.
فإذا كان مشروع كانط مشروعا أخلاقيا سياسيا ناجحا، لماذا لا تطبق بنود كانط في مشروعه نحو السلام الدائم بسهولة؟! ما تحوي هذه البنود التي تجعلها بنودا عصية التحقيق؟!
لربما تكون غير واقعية أو لا تخدم السلام نفسه، لربما هي تخدم حقبة زمنية لا غير، أو ربما يشكك البعض في مصداقية هذه البنود باعتبار أن كانط لم يخرج خارج إطار (بيتنبورغ) مدينة سكناه طوال حياته، ولا يمتلك الخبرة السياسية الكافية التي تؤهله لكتابة مشروع سياسي بهذا الأهمية، لكن مع كل الأسف نقول إن بنود كانط هي بنود تعالت حتى على المثالية والطوبائية واشتقت بقرائتها من تاريخ حكيم للسياسة، وهذا ما فعله كانط ، فببساطة هي بنود قابلة للتطبيق وشرعية وليست قابلة للانتقاد.
لكن لنقل إنها تستصعب من قبل السياسة بذاتها، لأن السياسة تعني الحرب كما تتمثل عند كانط بالحالة الطبيعية، وهذا ما جعله يدون بنوده الستة كإطار محكم الزواية لتأطير الحرب وإزالتها بإنشاء السلام إنشاءً، فتنوعت بنوده بين أن تكون الهدنة معاهدة لسلام نهائي ومؤكد، و إنهاء سيطرة دولة على دولة أخرى بهدف الإرث أو الاتفاقيات بين الدول، و يمنع إقراض الأموال بين الدول أو الجيوش لغرض النزاعات والحروب كأن المواطنين أشياء يسوغ استخدامها حسب الأهواء، كذلك لا يحق التدخل العسكري في دستور أي دولة ،وهذا ما دعا كانط بدوره  إلى أن يشرط لبند إزالة الجيوش النظامية كحل رئيسي لوقف نزيف الحرب كون الجيش هو اليد المحركة للحروب، وآخر بنود مشروعه الأولية ينص على منع استخدام الطرق غير الشريفة في الحرب التي تفقد الدولتين عن طريقها الثقة ببعضهما البعض.
بنود واقعية، لكنّ بندا واحدا منها يكفي لتحجيم المشروع، فالسياسة العالمية لا تخدمها عملية إزالة الجيوش النظامية، ولا يخدمها إماتة الحروب وتضييق نطاق سيطرتها، ولا يقع في مصلحتها أن يكون السلام سلاما أبديا، فبعض الدول تقتات على الحروب في بناء اقتصادها العالمي وتنشيط تجارتها وصناعتها ، كما قال احد الباحثين العسكريين ((إن هذه الحرب- وكل حرب- إن هي إلا حرب الطعام ))، وهذا ما وضحه ماركس عندما بيّن أن الأصل في النزاعات الحربية المسلحة يكمن في الخلافات الاقتصادية التي ترجع إلى كسب المصالح الاقتصادية، فكل رفاه اقتصادي تنعم به إحدى دول العالم هو قائم على حياة ومآسي وتشريد شعوب أخرى، فليس غريبا أن يقام التقدم الاقتصادي على الحرب، فنجد أن الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية قد استعادت نشاطها الاقتصادي بعد مرحلة الكساد العظيم من خلال إجبار المصانع على إنتاج السلاح ومستلزمات الحرب من دبابات وطائرات وأسلحة، وبذلك بلغ الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لعام 1938 (84.7) بليون دولار، ولكن بحلول عام 1944 بلغ 210.1 بليون دولار .
هكذا ساعدت الحرب العالمية الثانية على إحياء الاقتصاد الأمريكي من أسوأ أزمة قد واجهتها خلال القرن العشرين، لأن جميع الأهداف قد توجهت نحو الإنتاج أثناء الحرب مما ساعد الولايات المتحدة على صمودها في ظل الاضطرابات التي اجتاحت العالم، ويمكن لجملة جورج هربرت أن تختصر الحديث بقولهِ ((نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم)).
  وفي محاولة أخرى من كانط في تسهيل أمر السلام بجعله كائنا حيا، فقد سبق له القول بفكرة اتحادية بين الدول العالمية لعقد تحالف سلام يهدف إلى إنهاء الحرب بشكل أبدي، ومما يضمن نجاح هذه الفكرة هي فكرة الاتحاد نفسها التي تضمن حرية الدول المتحالفة في قوانينها وموجبات القوانين، وبالتالي تتشكل دولة الأمم حسب تعبير كانط التي ستشمل بتوسعها جميع دول الأرض.
وعلى الرغم مما حققه التطور السياسي العالمي من إنشاء مركز الأمم المتحدة الذي يمثل فكرة مشابهة لفكرة كانط ، فهذا لم يجعل مشروع السلام مشروعاً أبدياً وأزلياً، والأسباب تتنوع هنا و تعود إلى صلاحيات الأمم المتحدة نفسها والضغوط السياسية التي تسيطر عليها من قبل القوى العالمية العظمى من جهة و خطورة تنفيذ معاهدة عالمية للسلام من جهة أخرى، فإمكانية بقاء الدولة العظمى كقوى مسيطرة في هذه الأرض غير ممكنة في ظله، ففي تحقيق السلام تحقيق الحق لكل دولة للعيش وفق ضوابطها هي، في أمان وحرية في تسيير مواردها وقوانينها وسياستها الداخلية والخارجية ،وبالتالي سيكون التكافؤ السياسي العالمي هو السمة الغالبة ولن يعود هناك ما يمكن تسميته بمركزية السلطة، تلك السلطة السياسية حسب تسمية الفيلسوف فوكو لها، والتي لها دور أساسي في ((إعادة تثبيت دائم لعلاقة القوة، وذلك بنوع من الحرب غير المعلنة أو الصامتة ، تثبيتها في المؤسسات وفي التفاوت الاقتصادي وفي اللغة وفي أجساد البعض))، وهذا ما يجعل المعاهدة العالمية للسلام معاهدة ذات أطر غير خادمة لسياسة وساسة اليوم، ولا تعود بمنفعة اقتصادية أو حضارية لمزاوليها، فيقوم بذلك التوازن السياسي على إعلاء كفة ميزان واحدة بمقابل كفة الدول المستعبدة الأخرى.
  ولا يعتمد الأمر على البعد الاقتصادي فحسب بل يندرج تحته البعد الحضاري والثقافي وحتى الديني مما يؤكد  صعوبة إنشاء سلام دائمي نرغب ونحلم به كما رغب وحلم به كانط يوماً ما، ذلك الحلم الذي وصفته  الشاعرة الأمريكية إيفي مريم بقولها (( أحلم باليوم الذي يأتي فيه طفل ويسأل أمه: ماذا كانت الحرب )).

الاثنين، 20 فبراير 2012

حكاية لحظة

هذا ما حدث لي اليوم:
بعد انقطاع طويل عن لحظات التأمل...وجدت نفسي اليوم بين اروقة الكلية وحدي لا صوت يخدش مسمعي ولا صورة تزعجني، وقفت لدقائق استكشف المكان فلم أكن قد رأيته بهذه الصورة من قبل، للأنشغالي وأنشغال الاروقة نفسها....وبين ما كنت اميل بجسدي على سور حديدي لحديق الكلية، كان هناك رجل يبعد عني بخطوات، لكنني كنت بعيدة عنه بحالات وبمواقف خالجتني حينما ارتمى نظري  لوسط الحديقه ذلك الوسط الذي استعاد لحظات محرجه وسعيدة لي، أحداثاً رسمت ابتسامة على وجهي ظلت رياح النهار تلعب معها وتداعبها بخصلات شعر متعبة...كتعب لحظة كنت جالسة فيها ذات يوم  اتكلم واضحك مع صديقات لي واذا به يأتي صارخاً وسط الحديقة امام انظار جميع الطلاب،  لغته الجسدية تسبق لغة لسانه، فقد كان ينتظرني وكنت انتظره منذ زمن لكن لا على هذه الهيئه، وراح يصرخ ويصرخ والكل حولي يراقب ويهمز وأنا بينهم لا ادرك ماذا يحدث، غير ان هذا الصوت العالي المدجج بالعنف كان موجهاً لي قائلا(( شكد نسبة نجاحكم هاي السنه)).....فلتفت إليه واذا بشفاه الرجل الذي جنبي تتحرك، يردد مراراً ويقول ((( شكد نسبة نجاحكم هاي السنه)))  فنظرت اليه وادركت مكاني، ياااااااااااااااا الله كم كنت بعيدة، كم من الصور والكلمات قد حامت حولي وسط الحديقة، كم قطعت الى الماضي من حياتي ومن ذاكرة ما زالت يانعه..........فضحكت بوجه هذا الشاب المسكين  وقلت له الكثير الكثير .....ومشيت تاركه ورائي حديقة و رجُلين من واقعين هما ليسا  لي أصلاً.

الأحد، 19 فبراير 2012

لا أخاف من جيش من الأسود يقوده خروف، بل أخاف من جيش من الخراف يقوده أسد....

((الاسكندر الاكبر))
يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت....

((همنغواي))

ترانيم كنيسة

   ترانيم كنيسة همست....على مذبحي شموعاً بيضاء أشتعلت
بخور من أنفاس تعطرت...على جسدي قطرات من أنامل تقطرت
فأي صورة هذه .....وأي لوحة رُسمت
ترانيم ومذابح وأجسام تبعثرت
على ارضيةً مقدسة فيها الفاحشة ذُبحت
فما أصابنا لحظةً أشترت
ساعات من الأهات زُفرت.....وثواني مقبلة شُهقت
.

السبت، 18 فبراير 2012

لوحات وأبعاد فلسفية


لما أنا بنية العينين ؟؟

لا تشتاق لي فلم أعد بنية العينين
أنتهى مساءُ يكسبني سمرة الصبر
وابتدأت الخبايا تفتح أبواب الحفر
تناثرت خلاياي خلف القشور
وأمتزجت بقاياي سكاكر

لم أعد بنية العينين تجرد كلي مني
وأمسى سماري يشاطر صخور الشواطئ وأعشاش العصافير
أمست خيوط النهار تشتمني
وعبثت أحلامي عبثاً مسافر
منفي...أو متقاعد...أو عبثٍ مقاتل مقاتل مهاجر

لم أعد بنية العينين ولم أكن يوماً يا امرأة بنية العينين
فلا تشتاق لي
لا تشتاق إلى سكرات روح تأبى الهبوط
وتأبى النفور
ففي أعراف الهوا يعدم كل نافر.....

حمراءُ الشعر

اي نومٍ هو دون حفيف شعري الأحمر؟؟
يخلخل على أنغامٍ أمازيغية
للرنةِ فيها أنعكاس وفي اطرافهِ حكايات شهرزادية

اي ليلٍ لا ظلمة فيه؟؟؟
...
لا أنعكاسات
لا مذابح
لا وسوسة شجرة نأكل ثمار خطيئتها الاولية

اي عمر هو دون هدير امرأة؟؟؟
يُرمى التاريخ أمامها عطِشاً
تشرب الأنؤثة واحات نسائية

يا عشتار أكتفى أرمل الحب عشقاً
اكتفى الليل بسمائه الغرور
وبالنوم العناد
وبفراشِ صغير
و رجولة مخملية.....

الأحد، 22 يناير 2012

أهداء الى كل نساء الثورة.............



لن أسكت فحروفي نصباً في ساحة التحرير
تتحدى البرونز والفولاذ
قاعدتي الحجرية صوتي
... ومادتي هي التراجيديا الثورية

لن أهرب من مديات تطعن القوارير
تخدش وجة الزجاج
وتطالب بالتفرقة الجنسية

أرحل...... قلتها معكم أنا
أخضرت بسيل الصدى شوارعنا
نصطاد الفخر حيناً وحيناً نصطاد روحا عربية

أصبحت... وسأبقى ابيع لوطني لحمي
وأن كانت الأنياب تغتال كل تحفة فنية..

نفسُ خارج تغطية الحياة


 
 
أتصدقون؟؟؟؟ أن احياناً يتبادر الى ذهن ميل الساعة أن يتخلى عن الوقت ويوقف السير، واحياناً اخرى يقرر اليوم أن يمسي لوحة أو فخاً للتائهين.

وصدقوني... أوقات تراود الثانية فكرة الهروب من تكرار وتكرير.
هذا الحين الذي أصبح مجرد .... فاقد لماهيته ....مستسلم للعواقب....مدرك بذات الوقت لعلته الخارجية.

... ... هذا الحين..هذا الأنا... فقدته وفقدت معه أفكاري وخيالاتي وفقدت حتى الربيع.
فلا أنا ولا هو ولا الناس ولا الهدير ذات الهدير..
جلودُ خاوية من قراءات السنين ربما من زئير .
أغتراب أنفعالي، يرشف رشفته الاخيرة من على سطح الحلم.

هذه هي.... أنا
نفسُ خارج تغطية الحياة، خارج اللعبة
النرد فيها خاوي والقواعد مجرد تأطير
هذه هي...أنا
وهذا أنتَ....اللاتأثير.

الأربعاء، 11 يناير 2012

ثمرةُ غير صالحة للأكل

أتعجب!!!
كيف لكَ أن تترك ثمرةُ أقترب ينعانها؟؟
ثمرةُ باتت بذورها ذراتكَ وتلونت بلون عينيكَ
كيف لكَ أن تمسيها عشاً للطيور والديدان؟؟
بعد أن كانت وطناً يشبع جوعكِ الحنين
ألم تستغرب مثلي؟؟ ألم تتعجب؟؟ ألم تفطن على فعلتكَ بعد؟؟
كل من يزرع يتلهف للحصاد ألا انتَ تلهفت للرحيل
تلهفت لتذوق السرير
تلهفت لتُشبع كل أنواع جوعكَ
الذي لا يسد رمقه ثمرةٍ بل شوارع الغانيات وعقب سجارة وقنديل.

قديسة

الأن عرفتُ لما أنا قديستكَ
حينما تبني بيوتاً بالرمالِ أنا كنتُ أعيش بها
وعند مصب الأنهار ترمي كذِباتكَ
حينما تجاري برائتي بلعبةِ الرجولة
وعند أنوثتي تدعي آدمياتكَ
حينما أضحك تضحك عليّ
وعند وقع دموعي تتقصد ضحكاتكَ
الأن عرفتُ لما أنا قديستكَ
الأن علمتُ مغزى اللقب
الأن عرفتُ من أنا ومن أنتَ حينما كنا أنا وكنتَ أنا وأنا كنتُ أنتَ
الان أدركتُ برحيلكَ كم أنا قديسة.

رمالُ أنا

رمالُ أنا لا تسارع الى حملي ولملمتي
ستحلم وسأزيدكَ حلماً عند واحاتي
لن تطئ بخُفيكَ رمالي
صعباً عليك وقد زاد أحتمالي
زاد وجودكَ في صحراءِ الذهب ... في كهوفِ النساء
زاد وجودكَ في حرارتي واكتأبي
لم يعاشر رجلُ يوماً رملاً
من يعشق بذور أنثى دائمة الرحالِ
بين أذرع الغمام سائغةَ طعم
لم يذقه شفاهُ قط ولن يُذق

رمالُ وسعت أحلامها بترحالها زمناً
تعدى القبل ميلاد وما بعد
لا تسارع الى حملي ولملمتي.... لا تسارع الى اللحاق بزماني
رمالُ أنا سبقتكَ وسأسبقُكَ بأنوثتي وحوائي
كما مررت عليك سأمر على تاريخك المقضي ومستقبلك المقبور بين جذائلي وأهدابي

رمالُ انا
عار على من أدعى أحكام قبضتهِ بحفناتي.........

الموقف الأسطوري من طبيعة الحرب

أغلب الأساطير تحكي قصص الأبطال وصانعِ الأمجاد لذلك يمكن أن نجد للحرب مكاناً فيها، فقد أعتبر جورج سورال أن المجتمع يكمن أساسه في أساطيرهِ، التي تسعى دائماً لزرع الروح القتالية والحربية فيه، فالميثولوجيا أساس لكل حضارة ولكل تاريخ نسج اوراقه منها، بدايةً بأسطورة هابيل وقابيل وملحمة كلكامش ومروراً بالأساطير العربية المتمثلة بعنترة العبسي وغيرها الكثير الذي يحكي واقع وبيئة حربية فيها العنف هو الجوهر.
ولو حاولنا اليوم قراءة مجموعة من النقوش الأسطورية لوجدنا ما يثبت صحة كلامنا هذا، كأساطير بلاد الرافدين مثلاً، فيشير نصب ضخم شيده (ايناتوم) ملك مدينه لكش(2500ق.م) وهو عبارة عن قطعة حجرية مستطيلة ومستديرة القمة تصور آله لكش(نين جورسو) وهو يأسر اعدائه في شبكة ثم في عربة حربية، وعلى الوجه الآخر منها تصور الملك ايناتوم يقود كتيبة مسلحة جيداً من المشاة، يسحق اعدائه تحت قدميه بينما تمزق النسور والأسود أجساد الموتى.
او ما نجده كنقش على جدران أحد القصور التي تعود الى الملك (اشورنا صيربال) في نينوى حينما عاقب مدينة سورو المتمردة، كتب يقول ((لقد بنيت عموداً تجاه بوابة المدينة، وسلخت جلود كل رؤساء المتمردين وغطيت العمود بجلودهم، وعلقت بعض الجلود في العمود والبعض الاخر إلقيتها فوقه وعلى العصي والبعض علقتها على الاسياخ من حوله، وسلخت الكثيرين داخل حدود أرضي، ونشرت جلودهم على الجدران، وقطعت أطراف الضباط والضباط الملكيين الذين تمردوا ضدي، إما اهيابابا [قائد المتمردين] فقد اخذته الى نينوى وسلخته هناك وعلقت جلده على جدران نينوى)).
فالأسطورة نمط من أنماط الثقافة لأمة ما وفي فترة ما تكشف فيها عن طريقة تفكير هذه الامة، وما كان يحوي هذا المجتمع من أفكار وميول. فحتى الأساطير الاولى المتعلقة بالمفاهيم الدينية كانت تحمل في طياتها صور حربية، كاسطورة(اينوما ايليش) في بلاد الرافدين التي تكشف حقيقة الوجود وسر الآله بصراع حربي بين الآله (تعامت) والآله(مردوك)، بأن تغلب مردوك على تعامت وشطرها نصفين الأرض والسماء و وضع الرياح تفصل بينهما ، وبعد عقد محكمة لمعاقبة المسؤول عن الحرب حوكم الآله (كنغو) زوج الآله تعامت بالموت ومن دمائهِ صنع الأنسان.
وأسطورة بلاد النيل واليونان كأسطورة الآله (اولمب) وملحمة الالياذة التي تنقل واقع تلك الأمم وما عاصرته من حروب بين الطرواديين والأخائيين وغيرها الكثير، مما يجعل أستخدام هذه الأساطير أحياناً أن يأخذ بعداً سياسياً لتجييش الجيوش كما أعتمدها الكيان الصهيوني بالإعتماد على خرافة التفضيل الالهي للشعب اليهودي، أو لرفع الروح المعنوية للجيش حينما أستخدمها منذ مئات السنين الاسكندر المقدوني في أحدى حروبهِ، عندما جلب أفعى والبسها رأس انسان من القماش لكي يدفع بجيشه للقتال، فصدق الجيش ان الآله (اسكليبوس) يقف الى جانبهم الذي كان على شكل أفعى.
كل ما جاء في هذه الأساطير لا يمثل تاريخ أمة فحسب بل يثبت ما كان للحرب من مكانه مرموقة على الصعيد السياسي والاجتماعي أنذاك ، وما كان للبطولات من أهمية في إعلاء شأن أمة أو مجتمعاً ما ويدلل في الوقت ذاتهِ على تصارع قوى الخير والشر على مر الازمان وكيف سيساهم هذا الصراع في خلق أساطير جديدة ستقع يوماً على مسامع الأجيال القادمة.

السلام وضمان الطبيعة له عند الفيلسوف كانط

يقف الفيلسوف كانط على قمة هرم الفلسفة الإنسانية عندما تكون محاولاته الفلسفية هي محاولات من أجل غاية نبيلة هي السلام الدائم، كمشروع كوني يخالف الحرب بكل معاييرها، على شكل معاهدة تنتظر التطبيق والتوقيع عليها من قبل الدول، منطلق من حق كل أنسان في عيش كريم وسط بيئة أمنة تحفظ له حياته.

كانط فيلسوف نتاج عصر التنوير، عصر صاغ المفاهيم العقلية لتكون نوراً لطريقٍ مظلمٍ عاشته القارة الاوربية زمناً طويلاً فكان مشروعه هذا نتاج لعصر تنويري ولمستقبل ينتظر التنوير بسلام دائم إلى يومنا هذا، على الرغم إن ما قدمه لم يكون خارج أطار الواقع أو بعيد عن المعقولية أو محاولة بناء يوتيبية إنما هو مشروع ذو طبيعة سياسية واقعية صاغت مبادئها من منظور أنساني سياسي وحتى ديني، فالعناية الآلهية أو كما يسميها كانط بالطبيعة هي المسبب والضامن الرئيسي للسلام، فقد هيأت للسلم من خلال قوانينها حينما يكون الفعل الطبيعي للإنسان هو فعل العنف والأنانية، هو ذات الفعل الذي يدفع الأنسان للبحث عن مأمن لحياته فيشرع للقانون الحامي لنفسه ولممتلكاته ذلك القانون المتمثل بالدستور الجمهوري لا غير الذي يفبرك حتى الميول الغرائزية الأنسانية وبالتالي يسوق السلام كحق مدني، فالحكومة الجمهورية قائمة في حكمها على مجموعة من النبلاء أو الأرستقراطيين الذين تمكنهم قدرتهم السياسية وميولهم الوطنية من تحقيق شروط السلام، بمقابل الدستور الديمقراطي الذي يريد الشعب بأغلبيته ان يكون فيه هو السيد.

أما ما يضمن حق الشعوب وفق ذات السياق فيتمثل في ما تفعلة الطبيعة في خلق المنافسة المستمرة بين دول العالم، و منبعها أختلاف اللغات وتنوع الاديان وهي ذات المنافسة الحيوية التي تحقق السلام بالتقرب بين الحضارات، ذلك التقارب والتمازج الذي يخلق تفاهماً. معاكس كانط بذلك كل نظريات تصادم الحضارات الحديثة التي نبأت بمستقبل صراعي عنفوي بين الحضارات الأسلامية من جهة والغربية من جهة اخرى.

أما الحق العالمي بالسلام يتحقق وسط ما توفره الطبيعة من عنصر التجارة العالمية التي لا تتوافق مع حل الحرب لأنها تخالف المصالح المشتركة، فالسياسة الدولية تقدر المال وقدرتهِ على تعطيل الحرب وتفعيل السلام. هذا الخيار الذي قال به الكثير من الفلاسفة أمثال مونتسكيو، كعامل رئيسي في وقف نزيف الدم بين الدول المتشاركة تجارياً.

أذن بين ثلاثية الحق( المدني ، الشعب، العالمي) وبين تداخلات الطبيعة وشروطها الآلهية، يكمن السلام فلم يكتفي كانط بطرح شروط سياسية بل ثقافتة الدينية وتربيته فرضت عليه أن يقدم لنا أسباب آلهية للسلم، ليتلبس المشروع بطابع يليق بكل مكنزمات العالم فإن كان لهذا المشروع النجاح فإنه لن يطبق وفق نوابع سياسية أو مجتمعية أو فلسفية خالصة بل من منابع دينية أعطى لها كانط كل الحق في أن تكون جزءاً من هذا المشروع.

السلام عند كانط رسالة لا تحتمل التأجيل وسط عصر متخم بالمتغيرات السياسية والفكرية، على الرغم من شخص كانط المنعزل والذاتوي فإن عقله المتنور جعل من نظرتهِ للسلام تأخذ متسع ليطال العالم أجمع لا فقط محيط سكناه، وهذا هو دور الفيلسوف الذي دعى اليه كانط في كتابهِ نحو السلام الدائم دور يأخذ على عاتقهِ التفلسف وتأخذ الدولة على عاتقها الاستماع.

بائع متجول


كنت دائما تلمع في اذانِ الأخريات وتعكس بالترتر على شفاههن
لكنني بعد حين أصنع حقائب من جلدكَ
كنت تستعجل لتكن في معصمهن سوار وفي أعناقهن قلائد
لكنني سرعان ما ألبس مشبك شعراً من عينيكَ
أهديت أشلائكَ لبعضهن..... ولجميعهن وهبت الأعضاء
... ... متناسي انك بعقد الأرتباط تنازلت عن ذراتكَ والثلث من تاريخكَ الاسود
وتبرعت بسلامياتكَ لمأوى الفاشلين
أما ما تبقى منك.....فأصبح مزاراً محنطاً يزوره الالاف يومياً من الكاذبين.

لن أسكت


أهداء الى كل نساء الثورة.............

لن أسكت فحروفي نصباً في ساحة التحرير
تتحدى البرونز والفولاذ
قاعدتي الحجرية صوتي
... ومادتي هي التراجيديا الثورية

لن أهرب من مديات تطعن القوارير
تخدش وجة الزجاج
وتطالب بالتفرقة الجنسية

أرحل...... قلتها معكم أنا
أخضرت بسيل الصدى شوارعنا
نصطاد الفخر حيناً وحيناً نصطاد روحا عربية

أصبحت... وسأبقى ابيع لوطني لحمي
وأن كانت الأنياب تغتال كل تحفة فنية..