الأحد، 24 مارس 2013

ليش

عشرة سنوات بالتمام والكمال على احتلال بغداد ، تحول الوطن الى مساحة ارضية للتناحر المزدوج خارجي وداخلي ( فتن / حروب /صراعات / اغتيالات ).

قال لي احد الاصدقاء مهنئاً بمناقشتي: واخيراً تخلصتي من الحرب ، ماذا اقول لك يا صديقي العزيز ، سأومئ برأسي فحسب.
ما يحزنني فوق كل هذا الخراب ، ان هناك من يزيد الخراب خراباً بأن يعتقد ان ما يحدث من ارهاب هو صناعة محلية، هناك تهديدات علنية صحيح ، وهناك احقاد طائفية صحيح ايضاً، لكن انا اراها من الضدين معا لا افضل او اكرم ضد على آخر. لان الامور تأخذ بطابع سلطوي والكل في الوطن يسعى الى السلطة ، هناك من يحاول ان يتشبث بها بأسنانه وهناك من يحاول ان يسترجعها بأسنانه ايضاً ، لكن تبقى ممارسات الضدين مع بعضهم البعض واضحة ومكشوفة، لكن من يموهها هو الطرف الثالث المجهول هو الخراب الذي يفعل ويرمي بفعله على ضد من الاضداد للتسعير..هناك سيناريوهات هوليودية تطبق في هذا البلد وهجمات تكتيكية عالية الجودة وهناك منفذين على قدر عالي من التدريب ، لان كل شيء مهيئ له بصورة صحيحة تخدم عصبية سلطوية ما.

لكن الخراب هو ان نفهم ان ما يحدث على أنه انتقامات طائفية بينما هو انتقامات من شعب يُقتل منه من كل الاجناس يكفي ان نقف في باب الطب العدلي ونسأل عن هويات القتلى لنعلم ابسط الحقائق ، يكفي ان نسمع ان الانفجارات طالت الاعظمية والسيدية وحي الجهاد والطارمية كما طالت الشعلة والحسينية ومدينة الصدر والحرية ، وطالت الوسط الذهبي ( الكرادة / زيونة).

الخراب ان لا نميز بين شيعة السلطة وبين شيعة العراق ، او بين سنة السلطة وسنة العراق .. هذا التمييز يجعل الرؤية اوضح و يجعل النار في صدرنا اقل واهدء اشتعالاً . لان هناك رؤوس كبيرة تسير الرؤوس الصغيرة سلطويا بحجة الاصلاحات تارة و حماية المذهب تارة اخرى.
والاصخم من ذلك ان اكادميين او مثقفين او نخبة متعلمة مثقفة لا يفقهون غير ما ترى اعينهم لا عقولهم ، بينما يمكن لطفل ان يسأل والدهِ هل الله سني او شيعي؟ ان يدرك حقيقة ما يجري ، فأن كانت التأويلات غير مقصودة فهي تتبع التربية والثقافة العامة التي تربى عليها هذا المثقف وان كانت التأويلات مقصودة فهي تنبع من خطر يهدد الارض التي يقف عليها.
على هذا اللامثقف ان يدرك ان المتضرر هو الفقير او المريض الذي لا يجد في محافظته جهاز رنين مغناطيسي او مركز لعلاج الكانسر فيصل ميتا الى بغداد لاكمال العلاج ، عليه ان يدرك ان البطالة والامية هي الاهم من تفضيل طائفة على اخرى، لان الكل واقع تحت نفس الخراب.
تذكرت ان من صفات الحكومة الطاغية لدى ارسطو هي ان يبقي الطاغية على شعبه في حالة من التدهور الامني و الفتن كي يبقي نفسه في السلطة، فأن كان هذه الشروط تطبق من رئيس دولة قبل الاحتلال فاليوم تطبق من رؤساء دول على هذا الشعب المسكين.
اخيرا اقول هناك سؤال يطرحه الانسان العراقي بلهجته السومرية من شمال العراق الى جنوبه ، فنقول متسألين (( ليش )) ....... هذه الـ (( ليش )) كان جوابها دموع الرجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق