السبت، 6 أبريل 2013

بين حنا و العراقيين علاقة نظرية وممارسة

(( هناك علاقة تبادلية قوية بين إرادة السيطرة ورغبة الخضوع )) هي حقيقة نوهت عنها الفيلسوفة ( حنا ارندت ) في احد نصوصها والتي لا يمكن للزمن بحركته المجتمعية ان يلغي هذا النص بواقعيته ، وخصوصاً عندما نتصادم احياناً مع الواقع في صورة تتطابق كل التطابق مع النص .
لربما ان طبيعة الكلمة لا يمكن لها ان تمدنا بوصف حاسم للواقع وللألم ، لكن على الاقل تنقل لنا صورة نستخدمها في محاكاتها مع صور الوجود، لذلك وجدت هذا النص لـ حنا متجسد خير تجسيد في لقطة وجودية حينما كنت انتظر ان يمتلئ باص المواصلات ، تلك اللقطة التي لم استوعبها لفرط الخضوع الذي يملئها ، حينما انحى رجل جميل وانيق عند قدم رجل أخر يعلوه رتبة في الوظيفة ، كان هذا الانحناء انكسار للبشرية او ربما كان تشظي لا مبالي بشظاياه ، حينما اقحم اصبع رجل تخافه من هيبته في حذاء رجل ذو سلطة كي يلبسه براحة ، بعد ان منعه كرشه ودهن بطنه من الانحناء خوفاً من ان تسقط حبوب عباد الشمس من يديه. ذلك الرئيس وصاحب السلطة ، او لنقل السوقي المتسلط يقشر اللب في الشارع ، كأنه يرمي ببقايا كرامتهِ على الارصفة ليترك الرياح والمارة يسحقون ما تبقى له من خُلق.

كان العالم مكشوف الخضوع ، مذعور الوجه ، ذو قطبين قطب متسلط وقطب خاضع ، خصوصاً عندما نعلم ان الخضوع يكون خالي من اجبار الفعل ، لان الارادة تعمل كقوة راغبة في هذا التشوه الانساني.

عموماً تركتهم فاعلين كلاً منهم قانع في فعله ، الاول مرتاح في حذائه ولب الوضاعة بين يديه والثاني مرتاح بأقحام اصبعه في ....الحذاء .